ما هي الحشوات التجميلية؟
الحشوات التجميلية هي مجموعة من المواد الخاصة التي يستخدمها الطبيب لإصلاح مشاكل الأسنان الناتجة عن التسوس مثل تشكل الفراغات أو تشوه لسطح الأسنان. تعيد الحشوات التجميلية قدرة الأسنان على أداء وظيفتها بشكل طبيعي، كما أنها تساهم في رجوع مظهر الأسنان المتألق كما كان. شهدت الآونة الأخيرة تطوراً كبيراً في استعمال الحشوات التجميلية لفراغات الأسنان، حيث تنوعت المواد المستخدمة في صناعتها لتتلاءم أكثر مع تركيب الأسنان ووظيفتها. ومن هذه الأنواع ما يستعمل بطريقة مباشرة كتلك المصنوعة من الذهب أو الفضة، ومنها ما هو غير مباشر مثل الفينير أو تيجان الأسنان أو الجسور.
يهدف استعمال الحشوات التجميلية للاسنان الامامية أو غيرها إلى إزالة الجزء المتضرر من السن واستبداله بالنوع المناسب من الحشوات التجميلية، وذلك لاستعادة المظهر الجمالي ومنع حدوث المضاعفات الأخطر مثل الإصابة بالعدوى البكتيرية والالتهابات اللثوية الحادة، وتجنب تضرر الأعصاب.
من هم المرشحون لاستعمال الحشوات التجميلية؟
كيف يمكنني أن أعرف ما إذا كنت بحاجة لاستعمال الحشوات التجميلية أم لا؟ حسناً، ينبغي عليك أن تدرك أن تحديد ما إذا كانت الحشوات التجميلية هي الخيار الأنسب لحالتك أم لا يعود أولاً وأخيراً لرؤية طبيب الأسنان، حيث يفحص الطبيب أسنانك بشكل دقيق أثناء جلسة التحضير والاستشارة للتأكد أكثر من طبيعة المشكلة وتخير التقنية الأنسب لك.
قد يطلب الطبيب منك إجراء أشعة سينية على الفم بالكامل أو على مقطع محدد، وذلك لتحديد مدى الضرر اللاحق بأسنانك وحجم الفراغات أو التشققات والكسور نتيجة التسوس.
فترة ما بعد الحشو
تعتبر عملية استعمال الحشوات التجميلية لسد الفراغات عملية بسيطة وغير معقدة. لن تشعر خلالها بالألم لأنها تجرى تحت التخدير الموضعي باستعمال مادة ميباكيين المخدرة، ومادة أخرى تساعد على منع المخدر من التسرب أو سريانه عبر الأوعية الدموية إلى كافة الجسم، مما يسهم في زيادة فاعليته وتغطية فترة العملية بالكامل. ستشعر بعد العملية بقليل من التنميل وعدم اكتمال القدرة على تحريك عضلات الفم بشكل طبيعي، إلا أنه سرعان ما سيزول هذا الشعور في غضون ساعة إلى ثلاث ساعات.
من المفترض ألا تشعر بأي ألم بالغ خلال فترة الاستشفاء بعد استعمال الحشوات التجميلية، كذلك لا تقلق من الحساسية المفاجئة للأسنان المحشوة من الحرارة أو البرودة، ذلك لأن الحساسية هي أمر طبيعي يزداد خاصة بعد حشو الأسنان، لكن في حال استمرار الألم أو عدم اختفاء الحساسية لأكثر من 3 أيام يجب عليك التواصل مع الطبيب.
من الطبيعي أيضاً أن تشعر بعدم ارتياح أو تعاني من الإلتهابات البسيطة في اللثة، عادة ما ينتج ذلك جراء الحقن بالمخدر أو بسبب احتكاك الأدوات التي يستعملها طبيب الأسنان. في حال زيادة هذه الآلام والالتهابات يمكنك المضمضة باستعمال الماء الدافئ مع الملح؛ حيث توفر المياه الدافئة تأثيراً ملطفاً ويساعد الملح على قبض الأوعية الدموية وتهدئة الإلتهاب، كما يمكنك أيضاً استعمال المسكنات المناسبة من الصيدلية في حال لم يصفها لك الطبيب.
في بعض الأحيان قد تشعر بشيء صلب تحت أسنانك أو زوائد حادة في الحشو، يجب زيارة الطبيب في هذه الحالة لكي يعمل على مساواة السطح وتعديله ولن تستغرق هذه العملية بضع دقائق. يمكن أن تدوم حشوات الأسنان لعقود إذا اتبعت هذه النصائح التي سنذكرها:
بعض النصائح للمحافظة على الحشوات التجميلية:
- العناية العامة بالأسنان، المداومة على تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيوط ، مع الحذر الشديد عند الاقتراب من مكان الحشو خاصة ما إذا كانت الحشو في حافة الأسنان
- تجنب الأطعمة المقرمشة أو اللزجة التي قد تلتصق بالحشو. خاصة في الأيام التي تلي العملية
- تجنب الأطعمة والمشروبات شديدة البرودة أو السخونة
النتائج المتوقعة بعد استعمال الحشوات التجميلية
اختيارك للطبيب المناسب يلعب دوراً أساسياً للوصول إلى نتيجة استعمال الحشوات التجميلية المطلوبة، وذلك لسببين رئيسيين، الأول أن خبرة الطبيب تساعده على اختيار نوع الحشو الأنسب لحالتك الخاصة، أو التنبه ما إذا كانت هناك مشاكل أخرى بالأسنان ينبغي علاجها أو ما إذا كنت ستحتاج إلى عمليات أخرى مثل تقويم الأسنان أو تركيب التيجان وغيرها، والسبب الثاني هو مهارته ودقته في تركيب هذا الحشو. لكن بشكل عام، تتميز عملية استعمال الحشوات التجميلية بنسب نجاح مرتفعة، فلا تتردد بالخضوع لها في حال رشحها لك الطبيب.
خطوات تركيب الحشوات التجميلية
بعد حقنك بالمخدر الموضعي، تبدأ خطوات عملية تركيب الحشوات التجميلية عادة باستعمال المثقب السني أو تقنية الليزر المناسبة للأسنان وذلك لإزالة الجزء المصاب بالتسوس أو الجزء المتهتك من السن، يختار الطبيب الأداة المناسبة وفقاً لعدة عوامل:
- حجم الفم والأسنان
- المنطقة المراد إصلاحها
- مدى تطور الحالة ونوع الضرر اللاحق بالسن
يتحقق الطبيب بعد ذلك من إزالة التسوس أو الضرر بالكامل، بعد ذلك تجهز المنطقة للحشو عن طريق تطهيرها من أي بكتيريا وصقل السطح وتسويته، ثم توضع الحشوة بعناية. في بعض الأحوال يضطر الطبيب إلى وضع حاجز زجاجي رقيق ليحمي العصب في حال كون المشكلة قريبة من جذور السن.
تتطلب الحشوات التجميلية الملونة عدة خطوات إضافية، حيث توضع الحشوة على شكل طبقات، وبعد تركيب كل طبقة، تعالج هذه الطبقة بتعريضها إلى أشعة خاصة تعمل على إكسابها الصلابة اللازمة، ثم ينهي الطبيب العملية بتلميع السطح والتأكد من خلوه من البروزات.
أنواع الحشوات التجميلية
تتوفر العديد من أنواع الحشوات التجميلية المختلفة، وأشهر هذه الأنواع هي الحشوات التجميلية المصنوعة من الذهب، والحشوات التجميلية المصنوعة من الفضة (يتكون هذا النوع من الزئبق المختلط بالفضة والنحاس والزنك)، أو تلك المصنوعة من البورسلين. هنالك أيضاً الحشوات التجميلية الملونة أو ما يطلق عليها اسم الكومبوزيت. فيما يلي، سنتعرف بقدر أكبر على مميزات وعيوب كل نوع:
- الحشو الذهبي: يتميز الحشو الذهبي بدوامه لفترات طويلة قد تصل إلى 10 أو 15 عاماً، كما يتميز بمقاومته ومتانته العالية.إلا إن ما يعيب هذا النوع هو لونه المختلف عن بقية الأسنان وسعره الباهظ، فقد يصل في بعض الأحيان إلى 10 أضعاف سعر حشو الفضة!
- الحشو الفضي: تتمتع الحشوات التجميلية المصنوعة من الفضة بنفس مميزات الحشوات الذهبية، بالإضافة إلى كونها النوع الأقل ثمناً.لم يتغلب هذا النوع على مشكلة المظهر الجمالي، حيث أنه لا يرحب معظم الناس بفكرة اختلاف لون الحشو عن لون الأسنان الطبيعية. حذرت بعض الدراسات من إمكانية تسرب أبخرة الزئبق إلى الرئتين مما يؤدي إلى تضرر الجهاز العصبي وأمراض الكلى.
- حشوات الكومبوزيت الملونة: من أفضل الخيارات المتاحة عند استعمال الحشوات التجميلية للاسنان الامامية، حيث يمكنك الوصول إلى درجة لون قريبة جداً من الأسنان الطبيعية. كذلك يعتبر من أشد الأنواع ارتباطاً بالأسنان وذلك للمعالجة الضوئية التي تعمل على إنشاء روابط كيميائية بين الأسنان والحشو.
يؤخذ على هذا النوع أن قدرته على المقاومة أقل بشكل ملحوظ بالمقارنة مع الأنواع السابقة (يدوم لخمس سنوات تقريباً). يستغرق هذا النوع مدة أطول من الأنواع الأخرى وذلك لطريقة تركيبه المعقدة بعض الشيء.
مخاطر الحشوات التجميلية
تعد عملية الحشوات التجميلية من أكثر العمليات أماناً إلا أنها لا تخلو من بعض المخاطر البسيطة ومنها:
- التعرض للعدوى البكتيرية أو الفيروسية نتيجة لتلوث المعدات المستخدمة، أو لتفكك الحشو عن السن تاركاً ملاذاً تنعم البكتيريا فيه بنوم هانئ!
- الحساسية من المخدر الموضعي
- سقوط الحشو والاضطرار لتكرار العملية
جلسة الاستشارة والتحضير للعملية
من أهم أهداف هذه الاستشارة أن تعلم الطبيب عن تاريخك المرضي وعن أي علاجات تتناولها أو حساسية تجاه نوع معين من الأدوية.
في هذه الجلسة يفحص الطبيب أسنانك فحصاً شاملاً ليتعرف على حقيقة المشكلة وأسبابها، وفيها يتمكن الطبيب أن يحدد الإجراء الطبي المناسب لحالتك ويحدد نوع الحشو في حال كونه الإجراء الأمثل لك.