ما هي ندوب الوجه
الندبة هي علامة في الجلد أو داخل الأنسجة نتجت عن إصابة أو جرح أو حرق ولم يتم شفائها تماما، فحدث تغير للون الجلد وشكله وربما نجم عنه بروز أو حفرة في الجلد. كما أن الحفر الموجودة بالوجه نتيجة حب الشباب تعتبر من ندبات الوجه.
للندبات آثار سيئة على نفسية الشخص المصاب بها وخاصة إذا كانت في الوجه، وقد ظهر مؤخرا العديد من الكريمات والدهانات في الأسواق لهذا الغرض، ولكنها غالبا لا تؤدي إلى نتيجة مرضية و خاصة إذا كانت الندبة عميقة ومر على حدوثها أعوام طويلة. لذلك كانت الحاجة لحل جذري لهذه المشكلة التي تؤرق الكثيرين وخاصة الشباب وصغار السن، والتي أدت بدورها لظهور تقنيات متعددة لعلاج الندبات.
أنواع الندبات
- ندبة الجدرة: ويكون حجمها أكبر من حجم الجرح المسبب لها، نتيجة لنمو النسيج المحيط بالجرح بشكل أكبر.
- الندبة المنكمشة أو المتقلصة: وغالبا ما تحدث نتيجة للحروق، ويكون الجلد حولها متقلصا ومنكمشا.
- الندبة الصبغية: وهي ندبة يكون لونها داكنا عن الجلد المحيط.
- ندبات حب الشباب: وهي حفر صغيرة في جلد الوجه تحدث نتيجة حب الشباب وتترك آثارا حتى بعد زوال حب الشباب.
علاج ندوب الوجه
يوجد لعلاج ندوب الوجه عدة طرق وتقنيات تختلف وتتباين في طريقتها ( إذا كانت جراحية أو غير جراحية) وفي استخداماتها، فليست كل طريقة تناسب كل حالة، وأيضا في تكاليفها.
فيما يلي التقنيات الحديثة المستخدمة لعلاج ندوب الوجه:
حقن الفيلر
تستخدم حقن الفيلر كتقنية لملئ الفراغات تحت الجلد، والفيلر هو مادة كريمية ( البوليمر الصناعي أو الكولاجين الحيواني) حيث يتم حقن الفراغات بها، ويتم استخدامه غالبا لإزالة تجاعيد الوجه وإخفاء علامات التقدم في السن.
تستخدم أيضا تقنية الفيلر لعلاج الندبات الصغيرة الناتجة عن حب الشباب والتي تكون منخفضة عن مستوى البشرة وحفر الوجه السطحية، فيتم حقن الفيلر لملئ المكان المنخفض في البشرة ليرتفع ويكون في مستوى البشرة.
الليزر
يعتبر الليزر من التقنيات عديدة الاستخدامات في مجال الطب التجميلي لما له من مميزات عديدة تجعل منه تقنية أكثر سهولة و أمانا من العمليات الجراحية التقليدية، ويمكن أيضا علاج حفر الوجه بالليزر لإزالة الندبات المتوسطة العمق.
يقوم جهاز الليزر بعمل فتحات صغيرة جدا على العمق المطلوب في المكان المراد تجميله ثم يقوم الليزر بحث الخلايا على إنتاج الكولاجين و تجديد البشرة مما يساعد على إخفاء الندبات وشد الجلد بطريقة طبيعية آمنه.
يستخدم أيضا الليزر لعلاج الندبات الغامقة اللون فيقوم بتفتيح لونها للوصول الى لون البشرة الأساسي.
التقشير الكيميائي
هو استخدام مواد كيميائية (أحماض) لتقشير الطبقات السطحية للجلد للقضاء على آثار حب الشباب وندبات الوجه السطحية والعميقة، ويفضل استخدام تلك التقنية لأصحاب البشرة الفاتحة وللندبات الغير عميقة. هناك أيضا التقشير العميق وغالبا ما يستخدم لأصحب البشرة الداكنة والندبات الأكثر عمقا.
لا يستغرق التقشير الكيميائي أكثر من دقائق لإجرائه، ولكن يمكن أن تحتاج حالة المريض عدة جلسات للوصول للنتائج المطلوبة. يقوم الطبيب باستخدام المادة الكيميائية لدهان المنطقة المراد تجميلها في الوجه ما يؤدي إلى اسمرار الوجه كالذي يحدث من حروق الشمس، ثم يحدث تقشير لطبقات الجلد السطحية وتجديد الخلايا.
العمليات الجراحية
وتعتبر الاختيار الأخير بالنسبة للمريض إذا فشلت بقية الطرق في معالجة آثار الندبات وحفر الوجه السطحية وخاصة إذا كان مر زمن طويل على حدوثها أو أنها أعمق من أن تُعالج بالطرق الأخرى، أو أن هناك ضرر بالغ قد لحق بالجلد. غالبا ما يتم الاستعانة بجلد من منطقة أخرى بجسم المريض لزرعها في مكان الندبة. قد يخضع المريض للعلاج بتقنية واحدة من هذه التقنيات، ولكن في بعض الحالات ينصح الطبيب باستخدام أكثر من تقنية في العلاج معا أو بالتبادل للحصول على أفضل نتائج ممكنة.
خطوات إجراء عملية إزالة الندبات في الوجه
لكل تقنية من تقنيات علاج ندوب الوجه خطوات مختلفة تماما عن التقنيات الأخرى، وتتراوح ما بين إجراء بسيط بدون مخدر ولا يستغرق أكثر من بضع دقائق إلى عملية جراحية تحتاج إلى تخدير وتستغرق ساعات. فيما يلي سوف نلقي الضوء على خطوات إجراء كل تقنية على حدى والمدة التي تستغرقها.
تقنية حقن الفيلر لعلاج الندوب
تعتبر من الإجراءات البسيطة والسريعة ولا تستغرق أكثر من نصف ساعة ولا تحتاج إلى تخدير، ولكن اذا كنت ممن يخافون من الإبر يمكنك الطلب من طبيبك المعالج أن يقوم بدهن كريم مخدر على المنطقة المراد تجميلها حتى لا تشعر بوخز الإبر، ويمكنك العودة إلى المنزل في نفس اليوم وممارسة حياتك اليومية بعد يوم أو اثنين على الأكثر.
تستخدم هذه التقنية في إزالة آثار حب الشباب وحفر الوجه السطحية و متوسطة العمق، وقد تظهر نتائج هذا الإجراء على الفور وقد تحتاج لأكثر من جلسة لإتمام العلاج والحصول على النتيجة التي تتمناها.
تقنية الليزر
لاستخدام هذه التقنية يجب إعطاء المريض مخدر موضعي، لأن أشعة الليزر يمكن أن تسبب بعض الألم البسيط، ويتم تغطية عين المريض حتى لا تتأذى بفعل آشعة الليزر، ثم يقوم الطبيب باستخدام جهاز الليزر لمعالجة الجزء المصاب في الوجه.
هناك أكثر من نوع لأجهزة الليزر فهناك جهاز يقوم بتحفيز الجلد على إنتاج الكولاجين لملئ الفراغات داخل الندوب، وجهاز آخر يعمل على تقشير طبقات الجلد السطحية ومعالجة آثار الحبوب والندوب في الوجه، وفي كلتا الحالتين يحتاج المريض لعدة جلسات كي يصل إلى النتيجة المطلوبة.
لا تستغرق جلسة الليزر الكثير من الوقت ويمكن للمريض متابعة حياته الطبيعية بعد الجلسة مباشرة.
تقنية التقشير الكيميائي
في هذه التقنية يتم عمل جلسة للمريض ولا يحتاج فيها لأي مخدر ويقوم الطبيب المعالج بوضع المادة الكيميائية المناسبة للمريض على المنطقة المصابة، فيحدث بعض الاحمرار في الجلد، ولكن لا هذا طبيعي لتجديد أنسجة الجلد.
يمكنك العودة إلى المنزل مباشرة بعد تقنية التقشير الكيميائي، ولكن تحتاج إلى فترة نقاهة لا تقل عن الأسبوع، ولا يجب التعرض للشمس المباشرة ولا استخدام مستحضرات التجميل لمدة أسبوعين بعد الإجراء.
العمليات الجراحية
كما ذكرنا من قبل لا يتم اللجوء للعمليات الجراحية إلا بعد التأكد من عدم فاعلية أي من التقنيات الأخرى لعلاج ندبات الوجه، وذلك لأن العمليات الجراحية تنطوي على كثير من المخاطر، حيث أنها تُجرى تحت تأثير تخدير كلي في الغالب، ويتم فيها استخدام الأدوات الجراحية لعمل فتحة في المكان المصاب وعلاجه.
كما يمكن اللجوء إلى أخذ قطعة من الجلد من مكان آخر بجسم المريض ووضعها في المكان المصاب كطريقة لزراعة الجلد، وتحتاج العمليات الجراحية إلى المبيت عدة أيام بالمستشفى للمتابعة من قِبل الطبيب والاطمئنان أن العملية قد تمت بنجاح.
الأعراض الجانبية التي قد تظهر بعد عملية إزالة ندوب الوجه
لكل تقنية من تقنيات علاج إزالة ندبات الوجه أعراض جانبية تختلف في حدتها وخطورتها. من الأعراض الجانبية الشائعة لعلاج الندبات:
- الاحمرار والالتهاب مكان الندبة: وغالبا ما تظهر في تقنية الليزر والتقشير الكيميائي، ويتم التغلب عليها باستخدام بعض المراهم الطبية التي يصفها الطبيب المعالج.
- الحساسية الجلدية: وتظهر في تقنية التقشير الكيميائي، حيث يمكن أن يكون المريض لدية حساسية من الحمض المستخدم في عملية التقشير، ولذلك يجب على المريض عمل اختبار الحساسية قبل استخدام هذه الطريقة.
- احتراق الجلد: ويحدث في تقنية الليزر، حيث أن الاستخدام الخاطئ لجهاز الليزر يمكن أن يؤدي إلى حدوث حروق في الجلد، ولذلك يجب توخي الحذر عند اختيار الطبيب المعالج.
قبل وبعد علاج الندبات في الوجه
تقول إحدى المريضات أنها أصيبت بندبة في جبينها عندما كانت في الخامسة من العمر بسبب سقوطها على جسم صلب حاد مما أدى إلى حدوث إصابة بالغة تركت أثرا لم يزول حتى الثلاثين من عمرها، ولم تكن تعرف أن علاج الندبات يتم بمنتهى السهولة والبساطة حتى قرأت عنه في أحد مواقع الإنترنت الطبية، مما جعلها تستشير طبيب تجميل لاختيار التقنية المناسبة بالنسبة لها.
أبلغها الطبيب أن الليزر هو العلاج المثالي بالنسبة لها، وبعد أن خضعت لأكثر من جلسة شاهدت الفرق، وأضافت أن الندبة اختفت تماما وكأنها لم تكن يوما.