فيلر الأنف
كم من شخصٍ يعاني أشد المعاناة بسبب شكل أنفه أو حجمه أو اختلافه، قد تكون ملامحنا رقيقة ومتناسقة وجميلة لكن من وسط التناسق يخرج أنفٌ أفطس أو ضخم أو غير متناسق أو غير معتدل الاستقامة ليفسد مظهرنا تمامًا، لن يكون في الأمر مبالغةٌ إن قلنا أن ثقة البعض بأنفسهم تعتمد على شكل أنوفهم.
ولن نبالغ إن قلنا أن البعض لا يحبون التقاط الصور بسبب عدم رضاهم عن شكل الأنف واعتقادهم أنه يفسد مظهرهم، بل إنهم يعيشون في حالةٍ مستديمة من عدم الرضا عن شكلهم بسبب تضايقهم من أنوفهم، ولا يستطيع أحدٌ أن ينكر أهمية شكل الأنف لتحديد نسبة الجمال بشكلٍ عام.
بالرغم من ذلك كان من الصعب أن تجد لدى شخصٍ يعاني من مشكلةٍ جماليةٍ بسيطةٍ في أنفه أن يخضع لعمليةٍ جراحيةٍ كاملةٍ لتعديلها، ومن هنا بدأ الأطباء في إيجاد وسائل من أجل تجميل الأنف بدون جراحة وكان من أبرزها وأشهرها حقن الفيلر للأنف للوصول بالشخص لأفضل نتيجة بأقل وقتٍ وتكلفةٍ وألم.
مشاكل الأنف التجميلية
تختلف أسباب ظهور مشاكل الأنف التجميلية فأحيانًا يكون الأمر متعلقًا بالجينات كأن يشيع شكل أنفٍ محددٍ في العائلة وينتقل من الآباء للأبناء عبر الجينات، وأحيانًا بلا سببٍ يولد الطفل بأنفٍ مختلفٍ أو غير متناسق، من الممكن كذلك أن يولد الطفل طبيعيًا.
تظهر المشكلة خلال فترة النمو فتنمو غضاريف الأنف بشكلٍ غير متناسق إما أن تكبر عن حجمها الطبيعي أو يتأخر نموها عن بقية أجزاء الوجه وهي حالةٌ شائعة يتأخر فيها نمو غضاريف الأنف والأذنين، أو تنمو الغضاريف بشكلٍ معوجٍ أو ينمو جزءٌ أكبر من بقية الأنف أو أصغر، تختلف الأسباب لكنها في النهاية تنتج مشكلةً من هذه المشاكل:
- الأنف الصغير عن بقية الوجه
- الأنف الأفطس والذي يقل بروزه كثيرًا عن بروز الأنف الطبيعي
- الأنف خطافي الطرف حينما يكون طرف الأنف مدببًا ومحنيًا
- الأنف أفطس الطرف عندما يكون طرف الأنف أقرب للوجه من بقية بروز الأنف عن الوجه فكأنه منخفضٌ عنه
- الأنف البارز بوضوح عند جسر الأنف أو أعلاه أو منتصفه بينما بقية الأنف طبيعي البروز
- الأنف الذي يكون أحد طرفيه أعلى من الآخر أو أكبر من الآخر
- الأنف الذي يكون غير منتظم الاستقامة بطوله من بين العينين وحتى أعلى الشفتين
ليست تلك المشاكل الوحيدة التي قد تواجه الأنف لكنها المشاكل التي يمكن تجميلها عبر حقن الأنف بالفيلر وعلينا أن ندرك أن بعض المشاكل قد تحتاج للجراحة، مثل المشاكل التي تؤثر على التنفس أو الأنف المشوه تمامًا أو الأنف الذي تعرض لحادثٍ غيره أو الحاجة لعملية تصغير الأنف بشكلٍ جذري.
فيلر الأنف
تحتاج في البداية أن تتعرف على الفيلر قبل أن تقدم على تجميل الأنف بالابر بسبب ظهور الكثير من الشائعات والمعلومات الخاطئة عنه ما يجعل الناس يخافون استخدامه والإقبال على حقنه لأغراض التجميل، بينما لا أساس لتلك الأفكار من الصحة إلا أنها صدرت عن جهلٍ أعمى.
يخاف البعض من الفيلر ادعاءً أنه يُمتص عبر الجسم ويسبب له الضرر، وذلك غير صحيح أولًا لأن الفيلر الشائع والمستخدم في عمليات الحقن يتكون دائمًا من مواد طبيعية أشهرها حمض الهيالويورينيك والكولاجين ومشتقاته، وتلك المكونات موجودة بشكلٍ طبيعي داخل جسم الإنسان وفي خلاياه لذلك لا مجال لكونها ضارة أبدًا.
ذلك غير أن الجسم يقوم بتكسير تلك المكونات بشكلٍ طبيعيٍ تمامًا بعد فترةٍ من الوقت والتخلص منها مثلما يفعل مع أي مادة طبيعية موجودة داخله، وعند تكسيره واختفائه لن تصبح حالتك أسوأ مما كانت عليه قبل الحقن الفيلر فتلك شائعةٌ أخرى لا أساس لها من الصحة.
حقن الفيلر قد يفيد جسمك والمكان الذي خضع للحقن بشكلٍ أكبر مما تتخيل، وفي بعض أغراض حقن الفيلر التجميليلة لا يتم إعادة الحقن رغم مرور سنين على الحقن الأول بسبب أن مكونات الفيلر حفزت الكولاجين الموجود في تلك المناطق وساعدتها على استعادة رونقها وجمالها بشكلٍ دائم.
تعمل الميكانيكية الرئيسية للفيلر على قدرتها على ملئ الفراغات والتجاويف لذلك كثيرًا ما ستجده يستخدم لترهلات الوجه والرقبة مع التقدم في العمر، وفي حالتنا هنا يمكن تجميل الأنف بالفيلر عبر تحقيق التناسق في الحجم بين أجزاء الأنف المختلفة باستغلال خاصيته تلك.
توجد الكثير من الأنواع المختلفة للفيلر والعديد من الماركات والشركات المصنعة التي تحاول إضافة لمستها الخاصة، ومن ضمن تلك الأنواع يوجد فيلر تكون الخلايا الدهنية هي مكونه الأساسي، يعتمد هذا الفيلر على صلابة الخلايا الدهنية أكثر من الفيلر السائل للوصول للنتيجة المرجوة.
أكبر أوجه الاختلاف بين أنواعه المختلفة في عملية حقن الفيلر للأنف تكون في خاصيتين فيزيائيتين هما المرونة واللزوجة للفيلر، وتؤثر تلك الخواص ومدى زيادتها ونقصها في نوع الفيلر على طول الفترة التي سيدوم فيها الفيلر للأنف وجودة تشكيل الفيلر ليعطي الشكل النهائي الذي نريده.
المرشحون لتنفيذ تجميل الأنف بالابر
- أصحاب مشاكل الأنف الجمالية البسيطة التي لا تحتاج تغيير هيئة الأنف تمامًا
- الذين يحتاجون لتعديلاتٍ بسيطة بعد عمليةٍ جراحية لم تنجح بشكلٍ كامل
- الأشخاص الذين تم التأكد من أنهم لا يعانون من حساسية لمكونات الفيلر في الأنف أو الوجه عامةً
- أصحاب الجلد السليم بدون حساسية أو أي التهاب أو عدوى
- التأكد من أنهم لا يعانون من سيولة الدم ولا يتعاطون مسيلات الدم
- أحيانًا يستخدم البعض الفيلر قبل إجراء العملية الجراحية بهدف محاولة تخيل نتائج العملية وكيف سيتم تعديل الأنف وسيصبح شكله النهائي، إلا أنهم في كثيرٍ من الأحيان يكتفون بنتيجة تجميل الأنف بالفيلر ولا يخضعون للجراحة
-
الاستعداد قبل حقن الأنف بالفيلر
قبل الحقن عليك أن تتبع عدة خطواتٍ بسيطة مثل الاهتمام بعلاج أي عدوى أو التهابٍ جلدي قبل الحقن والتأكد من أن وجهك وأنفك في أتم الصحة حتى لا تعرض نفسك لمضاعفاتٍ ومشاكل كنت في غنى عنها.
تحتاج البشرة للعناية والاهتمام والتنظيف فإن لم تكن تهتم بها بشكلٍ دوريٍ فاهتم بها قبل الخضوع للحقن، وتأكد من تنظيفها وترطيبها وأنها في أفضل حالاتها مع الراحة وشرب الكثير من السوائل.
تجنب الأدوية المسيلة للدم قبل الحقن بفترة حتى لا تتعرض للمشاكل، وإن كنت تتناول بعضها لضرورةٍ طبية فأخبر طبيبك لتكونا على درايةٍ بالأمر والنتيجة، تناقش مع طبيبك في نوع الفيلر الذي ستستخدمه والنتائج التي تريد تحقيقها، واجعل توقعاتك واقعية فالفيلر لن يغير شكل أنفك تغييرًا جذريًا وإنما هو وسيلة تعديلٍ بسيطة تحاول أن تزيد من رضاك عن شكلك.
حقن الفيلر للأنف
عملية الحقن تتم ببساطةٍ شديدة ولا تحتاج لتعقيداتٍ وتعقيماتٍ كالتي تتم استعدادًا للعملية الجراحية وخلالها، يقوم الطبيب بوضع مخدرٍ موضعيٍ على الأنف لتجنيب المريض أي إحساسٍ بسيطٍ بالألم أو عدم الراحة رغم أن كثيرين يخضعون للحقن بدون مخدر ولا يشعرون بشيءٍ على الإطلاق.
يحدد الطبيب خطوطًا على الأنف توضح الأماكن التي يجب الحقن فيها وكمية الحقن، والاثنان يتوقفان على نوع الأنف والنتيجة التي يريد الشخص أن يصل إليها، فمثلًا يتم حقن قاعدة طرف الأنف في حالة الطرف الأفطس، أو حقن ما حول جسر الأنف البارز.
والأنف غير متساوِ الجانبين يتم حقن الجانب الأصغر منه أو الأقل حجمًا لجعله يساوي الجانب الآخر، أما الأنف الأفطس فيتم حقنه كله وحقن قاعدته لجعله أكثر بروزًا، الأنف المعوج أو غير المستقيم يقوم الطبيب بالحقن حول الغضروف المعوج ليملأ الأماكن المنحنية ويجعله يظهر مستقيمًا في النهاية.
بعد ذلك يقوم الطبيب بتدليك مكان الحقن ببساطة وتوزيع الفيلر حسب الشكل المطلوب ولسببٍ كهذا أنت بحاجةٍ لإيجاد طبيبٍ ذو خبرةٍ وتمكن حتى لا يفسد عليك عملية الحقن، فتخرج بنتائج خاطئة أو بدون نتيجةٍ أحيانًا، لا تستمر عملية الحقن أكثر من عشر دقائق بعدها تغادر الغرفة ببساطة.
أثناء الحقن يمكنك مراقبة عمل الطبيب في مرآةٍ وتوجيهه حسب الذي تريده كأن يحقن في مكانٍ كميةً أكبر من الفيلر أو أن يحقن في مكانٍ معينٍ لجعله متساوٍ ومناسب من وجهة نظرك.
بعد حقن فيلر الأنف
تحتاج بشرتك لبعض الراحة بعد عملية الحقن بساعاتٍ أقلها أربعة ساعات، لا تحاول تدليك وجهك ولا تلمس أنفك لأنك بذلك ستقوم بتوزيع الفيلر تحت بشرتك، لا ترهق البشرة بأي مواد صناعية أو كريمات غير طبية أو مستحضرات تجميل بل دعها للهواء الطلق.
لا ترتدِ نظاراتٍ شمسية بعد حقن الأنف بالفيلر لأن النظارة تستند على الأنف بشكلٍ أساسي وقد تؤثر على نتيجة العملية، وبالمثل لا ترتد أو تضع أي شيءٍ على وجهك يضغط على أنفك، إن ذهبت للنوم فلا تضع الوسادة على رأسك ولا تنم ووجهك مضغوطٌ في الوسادة أو الفراش.
رغم كل ذلك فيمكنك ممارسة حياتك بشكلٍ طبيعيٍ تمامًا ولا تحتاج لإجازةٍ مرضية أو لفترة نقاهةٍ البتة، يظهر أثر الفيلر بعد الحقن بفترةٍ قصيرة وقد يظهر فورًا ويستمر لعدة أشهرٍ وأحيانًا لعامٍ أو عامين وربما يمتد تأثيره أكثر، يتوقف ذلك على نوع الفيلر وعلى استجابة بشرة الشخص وأنسجته للفيلر ومكوناته.
أضرار تجميل الأنف بالفيلر
تكاد تنعدم الأضرار الناتجة عن الحقن وإن ظهرت فهي شديدة الندرة طالما أنك قصدت طبيبًا متمكنًا ومركزًا طبيًا أو تجميليًا جيدًا، أحيانًا قد يصاب البعض بالحساسية من الفيلر لكن ذلك أمرٌ نادرٌ باعتبار مكوناته طبيعيةً تمامًا لكنك لا تدري متى يكون الجسم حساسيةً من مكوناتٍ فيه، فيجب التأكد من أن الشخص لا يعاني منها قبل الحقن.
أسوأ ما قد يواجه الشخص هو ظهور بعض الكدمات مكان الحقن أو تورم والتهاب الأنف قليلًا، وتلك ظاهرةٌ طبيعية نتجت من وجود شعيراتٍ دمويةٍ اخترقتها الابرة أثناء الحقن فتسرب منها بعض الدم وتختفي في غضون أيام، وذلك سببٌ من الأسباب التي تدفعنا لتجنب مسيلات الدم.
توجد أضرارٌ أخرى نادرة تأتي من إهمال الطبيب مثل عدوى بسبب الإهمال في التعقيم قبل الحقن أو عدم كفاءة الطبيب ما يستبب في نتيجةٍ سيئة أو غير مضبوطة تضطر للتعايش معها لعدة أشهر حتى يختفي الفيلر، وأحيانًا قد يغرس الطبيب الابرة أكثر من اللازم ما يسبب إصابة وعاءٍ دمويٍ صغيرٍ وانسداده وموت الخلايا التي يغذيها.
الفرق بين تجميل الأنف بالفيلر وبالجراحة
توجد الكثير من الفروق والمميزات التي يمتكلها الفيلر على عملية تجميل الأنف مثل انخفاض وقت الحقن مقارنةً بوقت العملية، وبساطة الحقن وعدم الحاجة إلى فترة نقاهةٍ أو تعافي بينما تحتاج العملية لاستعدادٍ وفترةٍ للتعافي، لا يترك الحقن أية آثارٍ بينما دائمًا ما تخلف العملية بعض الندب.
تنخفض تكلفة حقن الفيلر كثيرًا مقارنةً بالعملية الجراحية فتبدأ التكلفة من 150 دولار ولا تتعدى 1500 دولار في أغلى الأماكن، بينما تبدأ تكلفة العملية الجراحية من 2500 دولار وقت تصل حتى 8000 دولار.
كذلك الفيلر لا يكون دائمًا وإنما يختفي بعد فترة ومن الممكن تعديله وتغيير طريقة الحقن إن حصلت على نتائج خاطئة، أما النتائج الخاطئة في العملية الجراحية لن تعني سوى أنك بحاجةٍ لعمليةٍ جراحيةٍ جديدة لتعديل تلك النتائج كما أن مخاطر تجميل الأنف جراحيًا أكبر كثيرًا من مخاطر الحقن بالفيلر.