مما لا شك فيه أن انتشار الاهتمام بالصحة العامة، وزيادة الرغبة في الظهور بمظهر صحي يتمتع برونق الشاب لأطول فترة ممكنة قد زاد من رغبة الكثيرين في الحصول على جسد مثالي، خالي من العيوب. والسمنة الموضعية من أصعب مشاكل السمنة التي قد تواجه أي شخص. فطرق تنظيم الغذاء التقليدية التي تستخدم للعناية بالجسم غالباً ما تفشل في علاج هذه الحالات.
كذلك فإن حالات السمنة العامة التي تنجح في التخلص من وزن زائد كبير تخلف بعدها مشاكل الترهلات التي تتطلب شد الجسم. أما ممارسة التمرينات الرياضية المخصصة لنحت الجسم فإن نتائجها تتطلب فترات طويلة للغاية لتبدأ في الظهور.
والحقيقة أن الانتظام في الرياضة بالطبع له نتائج رائعة على المستويين الصحي والجسدي.
لكن أغلب الناس يبحثون عن نتائج سريعة عندما يتعلق الأمر بمشاكل السمنة. وهذه العمليات في الحقيقة مرغوبة من قبل النساء والرجال على حد السواء. فكما يمكن أن ترغب النساء في نحت الخصر لإبراز جماله، فغالباً ما يرغب الرجال في نحت عضلات بطن متناسقة توحي بالقوة مثلاً.
وقد كانت تقنيات نحت الجسم قديماً تنحصر في الجراحات. أما الآن فهناك طرق متعددة لنحت الجسم بداية من نحت الجسم بالليزر أو بتقنيات الموجات فوق الصوتية، أو تقنيات الأشعة تحت الحمراء، أو من خلال العلاج باستخدام “الميزوثيرابي”، أو حتى الأنواع الحديثة من جراحات نحت الجسم والتي تطورت كثيراً في وقتنا الحالي.
ما هي عمليات نحت الجسم؟
هي عمليات تشكيل مناطق معينة في الجسم (أحياناً ما تصل إلى تنحيف الجسم كله) بالطريقة التي يرغب فيها مريض السمنة، وقد تكون النتائج المطلوبة بسيطة لا يرغب منها بأكثر من التخلص من “السيليوليت” (والذي يصعب التخلص منه بغير هذه الطرق.
ونحت الجسم يختلف عن الطرق التقليدية لعمليات شفط الدهون في انه يمكنه بسلاسة إبراز المعالم الجمالية للجسم، والوصول ببعض مناطق الجسم إلى الشكل المرغوب منها تماماً وليس مجرد تنسيق وزن الجسم. بل إن عمليات الجسم تتطلب أحياناً ضبط تناسق وزن الجسم مع الطول أولاً قبل البدء في استخدام هذه التقنيات.
وعامة فإن أهم الطرق المشهورة في عمليات نحت الجسم تتضمن ما يلي:
نحت الجسم بالليزر منخفض المستوى
وتعرف هذه التقنية أيضاً باسم الليزر البارد. والاسم التجاري المشهور له هو “زيرونا”. وهي عملية غير جراحية بالمرة، تستخدم فيها أشعة الليزر منخفض الطاقة لتفتيت دهون الجسم، وتبدأ الدهون في الخروج من الجسم على مدى الأسابيع التالية للجلسة.
نحت الجسم باستخدام الموجات الصوتية
تعتبر هذه التقنية أيضاً تقنية غير جراحية، تستخدم فيها الموجات الصوتية عالية التردد لتفتيت الخلايا الدهنية خلال جلسات موضعية. يوضع الجهاز في هذه الجلسات على المناطق المراد تخسيسها بحيث تصل الموجات إلى الدهون العميقة وتفتتها لتخرج من الجسم في الفترة التي تعقب إتمام الجلسة.
نحت الجسم باستخدام الأشعة تحت الحمراء
تعمل هذه التقنية بطريقتين، الأولى مماثلة لطريقة عمل الليزر والموجات الصوتية ألا وهي تفتيت الدهون. أما الطريقة الثانية فتعمل على تنشيط الدورة الدموية والدورة اللمفاوية لتسمح بإزالة الدهون من الجسم، وكذلك إزالة السموم معها، والتقليل من “السليوليت” تحت الجلد”. ومثل العمليات الأخرى فإن نتائجها تبدأ في الظهور بشكل تدريجي بعد الجلسة.
تقنيات التدليك “المساج”
تهدف تقنيات التدليك مثل “الديرما رولر” وغيرها إلى تنشيط الدورة الدموية واللمفاوية بصورة تسمح للجسم بحرق الدهون العنيدة. وتستهدف هذه التقنيات شد الجلد والتخلص من “السليلوليت” بالدرجة الأولى. ونتائجها بطيئة، تحتاج إلى المداومة عليها لفترة كبيرة لتبدأ في الظهور.
تقنيات “الميزوثيرابي”
تعتمد تقنيات “الميزوثيرابي” عموماً على حقن بعض المواد تحت الجلد مباشرة لتحقيق نتائج تجميلية. وتختلف المواد التي يتم حقنها في حالة استخدام “الميزوثيرابي” للتخسيس عن المواد التي تحقن في حالة استخدامه لشد التجاعيد مثلا. وغالباً ما يتم حقن بعض الفيتامينات، بالإضافة إلى بعض الانزيمات التي تساعد على تفتيت الدهون. وتبدأ النتائج في الظهور تدريجياً بعد الجلسة الأولى، لكن قد يتطلب الأمر تكرار جلسات الحقن للوصول إلى النتائج المرغوبة.
تقنية التبريد “CRYO-LIPOLYSIS”
تعتمد هذه التقنية على مساعدة الجسم في حرق الدهون الموضعية والتخلص منها من خلال تقنية التبريد. وهي تقنية موضعية ولا تحتاج إلى استخدام أي ابر أو عمل أي شق جراحي. لكنها قد تتطلب بعض التخدير الموضعي.
العمليات الجراحية لنحت الجسم (عمليات الليزر رباعي الأبعاد)
هي تقنية يتم استخدام أشعة الليزر عالية الدقة والتحديد للتخلص من الدهون ونحت شكل عضلات الجسم في حالتي الحركة والسكون. وهي تقنية جراحية تحتاج إلى ادخال “كانيولا” من خلال شق جراحي يبلغ طوله حوالي ½ سم تقريباً. وهذه التقنية عالية التطور وتعطي نتائج مبهرة عادة، فهي تعتبر من أكثر أنواع العمليات تطوراً في مجال نحت الجسم.
وتهدف إلى نحت شكل عضلات الجسم في حالتي الحركة والسكون. وهي تزيل أدق طبقات الدهون المختلطة بالعضلات. ونتائجها تمنح الجسم انسيابية الشكل، وتتضمن شد الجلد. ولا تحتاج إلا إلى جلسة علاجية واحدة تتراوح مدتها فيما بين ساعتين وست ساعات، يخرج بعدها المريض ليمر بفترة نقاهة لا تتجاوز 14 يوم يعود بعدها لممارسة حياته الطبيعية.
من هم المرشحين المحتملين لعمليات نحت الجسم؟
بداية يجب أن تعلم ان تختلف تماماً عن عمليات شفط الدهون أو عمليات الجراحة التي تهدف لعلاج السمنة العامة. فالهدف من هذه العملية ليس ضبط مؤشر كتلة الجسم (التناسب بين الوزن والطول). ولكن المرشحين المحتملين لعملية نحت الجسم يجب أن يتمتعوا بقوام متناسق نوعاً. ويمكن استخدام هذه العملية لعلاج السمنة الموضعية فقط.
وإن كان من الممكن أن تستخدم هذه العملية لعلاج عدة مناطق في الجسم، ولكن الأطباء ينصحون في البداية بالانتظام في الطرق الأخرى التي تضبط وزن الجسم بأقرب ما يكون إلى الوزن المثالي، واللجوء لهذه التقنية فقط لإبراز جمال معالم الجسم وتحديد تناسق العضلات أو علاج السمنة الموضعية.
وبالطبع يمكن إجراء هذه العملية لكل من الرجال والنساء على حد السواء. ويجب أن يكون الشخص في صحة جيدة، ولا يعاني في وقت إجراء العملية من أي أمراض، أو على الأقل أن تكون حالته مستقرة في حالة بعض الأمراض المزمنة.
تصلح هذه العملية لشد الجسم، لكن إن كان الشخص يعاني من ترهلات شديدة فينصح بالبدء بتقنيات شد الجسم من خلال “الميزوثيرابي” أو أي نوع آخر من أنواع نحت الجسم وتأجيل اللجوء لعملية نحت الجسم باستخدام الليزر رباعي الأبعاد قليلاً.
ويجب أن يكون الشخص الذي ستجرى له هذه العملية من غير المدخنين، أو أن يكون بإمكانه الإقلاع عن التدخين وتجنبه خلال فترة النقاهة.
التعافي من عملية نحت الجسم، وفترة النقاهة المتوقعة
معظم تقنيات نحت الجسم المذكورة في هذا المقال تتم بنظام الجلسات، ما عدا العلاج بالليزر رباعي الأبعاد والذي يتم خلال جلسة واحدة. وتكرارية هذه الجلسات تعتمد بالدرجة الأولى على قدرة المريض المادية بالدرجة الأولى. وهذا لأن هذه الجلسات تستغرق كل واحدة منها فترة تتراوح بين 30-45 دقيقة على الأكثر، وأنها في الأغلب لا تحتاج إلى فترة نقاهة على الأطلاق بعدها. فيمكن للمريض ممارسة حياته الطبيعية بمجرد الخروج من الجلسة.
الاستثناء الوحيد من هذا أن بعض أنواع هذه الجلسات تتطلب استخدام كريمات مضادة للالتهاب مرة يومياً فيما بين الجلسات وبعد آخر جلسة لفترة تصل إلى أسبوعين. وقد يتطلب الأمر إجراء كمادات باردة في حالة بعض أنواع العلاج بحقن “الميزوثيرابي”.
أما عملية نحت الجسم بالليزر ثلاثي أو رباعي الأبعاد، فلا تحتاج إلا إلى فترة نقاهة قصيرة للغاية، وهي 14 يوم بعد العملية. يكون المريض في هذه الفترة في منزله، وتتم خلالها المتابعة. ويبدأ الجسم في الاستقرار بعد هذين الأسبوعين ويصل إلى حالته النهائية خلال ثلاثة إلى ستة أشهر بعد العملية.
خطوات إجراء عملية نحت الجسم
- الخطوة الأولى في هذه العملية هي تقييم حالة المريض الصحية، والجسدية. واختيار التقنية الملائمة له بحسب المكان الذي يحتاج إلى نحت الجسم فيه.
- تقدم بعض الأماكن خدمة تخطيط الجسم للمريض، وتظهر له بعض الصور التوضيحية لشكل الجسم قبل وبعد إجراء جلسات نحت الجسم، وذلك بحسب الصورة التي يرغب المريض في الوصول إليها.
- يتم تحديد العدد التقريبي للجلسات التي يحتاجها المريض (والتي تكون جلسة واحدة في حالة عملية النحت بالليزر رباعي الأبعاد)
- تتم عملية الليزر رباعي الأبعاد بتخدير موضعي، ولا يخضع المريض للتخدير الكلي إلا في حالة رغبته في ذلك. فالعملية تتم بدون ألم تقريباً.
- يتم عمل شق بطول ½ سم تقريباً في بعض الأماكن التي يتم عمل العملية من خلالها. ولا يترك هذا الجرح أية ندوب.
- تستخدم تقنية الليزر لإذابة الدهون وسحبها مما يقلل من الإصابة بالكدمات.
- تستغرق العملية فترة تتراوح بين ساعتين وست ساعات.
- يمكن للمريض العودة للمنزل في نفس يوم إجراء العملية، وتتراوح فترة النقاهة بين ثلاثة أيام إلى أربعة عشر يوماً.