عملية تسمين الوجه
يطارد شبح التقدم في العمر الكثير من النساء والرجال، تبدأ ملامحه في الظهور على الوجه والجسم، حيث يعتبر الوجه من أهم المناطق التي تلفت الانتباه للسن. ومع التقدم في العمر يبدأ الوجه في فقدان الدهون التي تمنحه النعومة والجمال, وتبدأ التجاعيد في الظهور مهددة الوجه بفقدان النضارة والجمال. لذلك يحلم الجميع بتأخير ظهورها أطول وقت ممكن وبالحفاظ على نعومة دائمة للوجه.
وليس التقدم في السن السبب الوحيد الذي يُفقد الوجه الدهون, ففي كثير من الأحيان يلجأ بعض الأشخاص لإتباع الحميات الغذائية المختلفة للحفاظ على الجسم من السمنة, ومع تكرار اتباع الحميات الغذائية يبدأ الوجه في فقدان الدهون المختزنة فيه. وحتى مع عودة الشخص للسمنة فإن الوجه نادراً ما يستعيد تخزين الدهون فيه. ونادراً ما تعود له النضارة والنعومة.
تعرف معنا في هذا المقال على طرق تسمين الوجه وأنواعه والمواد المختلفة التي تستخدم لتسمين الوجه، وتعرف كذلك على المضاعفات والمخاطر المتوقعة لبعض طرق تسمين الوجه وعلى تكلفتها وعلى أفضل أماكن أجرائها وأكثر.
ما هي عمليات تسمين الوجه؟
هي عمليات تهدف إلى استعادة نضارة الوجه ورونقه، والتخلص من التجاعيد والحفاظ على مظهر الشباب. وتتراوح العمليات العلاجية لتسمين الوجه من عمليات الحقن الموضعي لبعض مناطق الوجه إلى جراحات زراعة بعض المنغرسات في الوجه للحصول على نتائج دائمة.
تختلف أنواع “الفيلر” أو المادة المالئة التي يتم حقنها في الوجه كعلاج لتسمين الوجه فيما بينها, ويتوقف دوام النتائج على حسب نوع المواد المستخدمة في الحقن.تنقسم عمليات تسمين الوجه إلى نوعين رئيسيين، هما:
عمليات حقن المواد المالئة “الفيلر” في الوجه
وتتضمن هذه العمليات حقن دهون ذاتية مستخلصة من مكان آخر في الجسم (Autologous)، أو حقن مادة مالئة مثل حمض الهيالويورنيك، أو الكولاجين، أو بعض البوليمرات الصناعية. وتعتبر عمليات نفخ الوجه إجراء غير جراحي يتم لتسمين الوجه باستخدام مخدر موضعي وبدون الحاجة إلى تخدير كلي.
عمليات زراعة بعض المنغرسات (الدعامات) في الوجه
وتتضمن عمليات جراحية تتم باللجوء إلى التخدير الكلي أو الموضعي، ويتم فيها نفخ الوجه عن طريق زراعة دعامات السيليكون في بعض مناطق الوجه التي تحتاج إلى التدعيم أو إلى زيادة حجمها. وتتميز هذه العمليات بدوام نتائجها كعلاج لتسمين الوجه.
طرق تسمين الوجه عبر الحقن
طرق تسمين الوجه عبر الحقن كثيرة وذلك لتنوع المواد المالئة المعروفة باسم فيلر الوجه والتي يمكن حقن الوجه وحشوه بها، ومن هذه المواد:
- الكولاجين: وهو البروتين الطبيعي الموجود في الجلد، ويتم تصنيعه من الأنسجة الرخوة المصنوعة من جلد البقر المنقى، يستخدم لملء التجاعيد والخطوط والندوب على الوجه. ويتم امتصاصه في الجسم.
- حمض الهيالورونيك: وهو مادة الحشو الطبيعية الموجودة في أجسادنا أصلا، وتقوم عدة شركات بإنتاجه بأسماء تجارية مثل ريستالين Restylane وجوفيديرم Juvederm.
- حقن سكلبترا Sculptra: حقن مصنوعة من حمض اللبنيك الصناعي، وهي أول حقن وافقت عليها إدارة الاغذية والعقاقير لاستعادة حجم الوجه المفقود (تصحيح ضمور الدهون) في الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
- حقن كابتيك Captique: تستخدم لتعبئة تجاعيد الوجه المعتدلة إلى الشديدة والطيات حول الأنف والفم، هي أنسجة رخوة يتم حقنها لتضيف حجم إلى مناطق معينة من الوجه. مشتقة من حمض الهبالورونيك غير الحيواني.
- حقن هيلافورم Hylaform: يملأ التجاعيد المعتدلة إلى شديدة حول الأنف والفم، وهو حشو جلدي تم تعديله كيميائيًا من حمض الهيالورونيك. مصمم لتنعيم سطح الجلد مؤقتا.
- حقن ردايس Radiesse: حشو جلدي اصطناعي مصنوع من الكالسيوم هيدروكسي أباتيت لتصحيح التجاعيد المعتدلة إلى الشديدة والطيات. هذا الحقن هو أطول حشو دائم لأن الجسم يشكل الكولاجين حوله مما يضيف حجمًا إلى المناطق المحقونة.
- الدهون الذاتية: وهي دهون مستخلصة من جسم الإنسان، وهو من طرق تسمين الوجه المفضلة، حيث إنه لا يسبب الحساسية للشخص، فهو مادة طبيعية لا يتم معالجتها كيميائيًا يتم أخذها من منطقة أخرى من جسم الشخص المطلوب حقن فيلر الوجه له، ثم يعاد حقن الدهون للوجه مرة أخرى. يعيب هذا النوع من الفيلر أنه لا يدوم مدة طويلة، كما أن تكاليفه عالية نظراً لوجود عملية شفط دهون سابقة لعملية الحقن، وهي عملية استخلاص الدهون الذاتية من منطقة أخرى بالجسم.
تملأ هذه المواد الوجه فتساهم في القضاء على التجاعيد وتسمين الوجه وإزالة الندوب. ويمكن لدكتور التجميل إخبارك بالمادة الأنسب لك
التعافي من عملية تسمين الوجه، وفترة النقاهة المتوقعة
بالنسبة لعمليات حقن “الفيلر” في الوجه لا توجد فترة نقاهة للعملية, لأن عملية تسمين الوجه عن طريق “الفيلر” تعتبر عملية موضعية غير جراحية, فيتم الحقن في جلسة أو جلستين ويخرج بعدها المريض لممارسة حياته الطبيعية. إلا أن المريض يجب أن يتجنب التدخين لأن التدخين يؤدي إلى امتصاص الجسم لمادة “الفيلر” والتخلص منه بسرعة هائلة.
وقد يعاني المريض بعد عملية حقن “الفيلر” من تضخم أو تورم في بعض مناطق الوجه, أو بعض الخدر أو الاحمرار في مناطق الوجه لكن سرعان ما تختفي هذه الأعراض بعد فترة وجيزة.
أما في حالة تسمين الوجه باستخدام عملية زراعة الدعامات فإن التعافي منها يستغرق فترة تتراوح بين أسبوع وعدة أشهر مثل العمليات الجراحية التقليدية, كما يتطلب الأمر العناية بالجرح وفقاً لتعليمات الطبيب. وفي كلا الحالتين يلتزم المريض ببعض التعليمات مثل تجنب النوم على الوجه لمدة معينة.
التحضير لعملية تسمين الوجه
يبدأ التحضير لعملية تسمين الوجه عن طريق الحقن بالمواد المالئة. ويتم هذا من خلال تخطيط الوجه وتقييمه وتحديد الأماكن التي ينبغي الحقن فيها. ويمكن أن يوضح الطبيب صورة تقريبية لنتائج العملية من خلال بعض برامج تخطيط الوجه التي تظهر للمريض نتائج العملية بشكل تقريبي.
يلتزم المريض قبل الحقن بتوضيح حالته الصحية كاملة للطبيب و إخباره عن الأدوية التي يتناولها في هذه الفترة, وكذلك يلتزم المريض بالابتعاد عن التدخين في الفترة التي تسبق الحقن. وبالطبع من الضروري أن يلتزم المريض بأية تعليمات من الطبيب خلال الفترة التي تسبق عملية تسمين الوجه. أما التحضير لعملية تسمين الوجه من خلال زراعة دعامات الوجه فيتضمن نفس الخطوات السابقة تقريباً بالإضافة إلى خطوات الفحص التقليدية التي تتم قبل العمليات الجراحية.
خطوات إجراء عملية تسمين الوجه
- الخطوة الأولى في عملية تسمين الوجه عن طريق الحقن بالفيلر هي تنظيف الوجه تماماً, يليها عملية التخدير الموضعي باستخدام كريمات التخدير الموضعية أو رذاذ التخدير الموضعي.
- الخطوة الثانية هي عملية الحقن وغالباً ما تستغرق دقائق قليلة للحقن في كل موضع من مواضع الوجه.
- وأخيراً الخطوة الثالثة تكون تنظيف الوجه وإزالة أي علامات متبقية لنقاط الحقن. وتظهر النتائج فور الانتهاء من العملية.
تسمين الوجه عن طريق دعامات السيليكون
- الخطوة الأولى في هذه العملية هي التخدير. ويتم الاختيار بين التخدير الموضعي أو الكلي.
- ثم يتم عمل شق جراحي صغير في الأماكن المحددة سلفاً لوضع الدعامات.
- بعد ذلك يقوم الطبيب بوضع الدعامات في الأماكن المناسبة
- وأخيراً يغلق الشق الجراحي. وتوضع الضمادات المناسبة.
- عند ذلك تنتهي العملية ويدخل المريض مرحلة الإفاقة والتعافي من العملية.
النتائج بعد إجراء علاج تسمين الوجه
تظهر النتائج فور الانتهاء من عملية الحقن في حالة الحقن بالمواد المالئة. أما في حالة زراعة الدعامات السيليكون فتظهر النتائج بمجرد التعافي ونزع ضمادات العملية الجراحية.
وفي حالة الحقن “بالفيلر” أو بالدهون الطبيعية فإن النتائج تدوم لفترة تتراوح من 6 أشهر وحتى عام, أما بالنسبة للحقن ببعض البوليمرات الصناعية فقد تدوم النتائج لفترة تصل إلى عامين أو أكثر. وأخيرا بالنسبة لنتائج دعامات السيليكون فإنها نتائج دائمة ولا تحتاج لتكرارها بعد انتهاء زراعتها.
المخاطر والمضاعفات المحتملة لعملية تسمين الوجه
على الرغم من أن عمليات تسمين الوجه عامة تعتبر آمنة، إلا أنها تنطوي على بعض المخاطر والمضاعفات كغيرها من التقنيات العلاجية, فقد لا يتمتع بعض المرضى بما يكفي من الواقعية لتصور النتائج ومن ثم لا يرضون عنها, هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فهناك مخاطر إجراء العملية مع جراح غير ذو خبرة فقد يتسبب في حدوث مشكلة عدم تماثل في الوجه أو أي مشكلات جمالية أو طبية أخرى.
والملاحظ أنه كلما كانت المادة التي تحقن أو تغرس في الجلد تدوم لفترة أطول كلما كانت المخاطر المحتملة لها وأضرارها أكبر. سجلت بعض حالات تسرب الفيلر المحقون تحت العين إلى الأوردة والأعصاب في منطقة العين وكان لها تأثير دائم.
كما سجلت حالات تطورت فيها مواد “الفيلر” لتتحول إلى ورم حبيبي نتيجة مهاجمة الجسم ورفضه لها. وهناك أيضاً مخاطر الحساسية ومخاطر التعرض لتكتلات في الوجه نتيجة الحقن بصورة خاطئة.
أما تسمين الوجه عن طريق وضع دعامات السيليكون فيحمل في طياته مخاطر العمليات الجراحية المعروفة. ومنها مثلاً مخاطر التخدير، ومخاطر العدوى بعد العمليات الجراحية. ومخاطر مهاجمة الجسم للدعامات ورفضه لها. وهناك أيضاً مخاطر فقد الإحساس في بعض مناطق الوجه، أو الإحساس بخدر أو تنميل دائم في الوجه.