عضوٌ هامٌ وبارزٌ كالأذن قادرٌ على أن يحدد الكثير من الأشياء في حياة الإنسان لدرجةٍ قد لا تتصورها، قد تحصل على انطباعٍ أول غير منصفٍ بسبب شكل أذنيك أو قد تعاني طوال طفولتك من سخرية أقرانك وزملائك وحتى الكبار من كبرهما أو صغرهما أو بروزهما أو طيهما.
أيًا كان شكل الأذن واختلافها يصبح من الصعب عدم ملاحظته بشكلٍ كبيرٍ عند مقابلة الشخص للمرة الأولى أو عند التعامل معه، فالأذنان بشكلٍ طبيعي موجودان على جانب الرأس لإعطاء إحساسٍ بالطبيعية والتوازن ولا يلاحظهما الآخرون طالما أن شكلهما طبيعي.
لكن مجرد خروجهما من نطاق الطبيعي قيد أنملة قادرٌ على لفت الأنظار وإعطاء الانطباعات الخاطئة وجذب المشاكل والتأثير على نفسية صاحبها وأحياناً شخصيته، خاصةً كون الأطفال يتعرضون للسخرية بسبب آذانهم يؤثر بشدة في شخصياتهم ويهز ثقتهم بأنفسهم.
كثيراً ما يبحث أصحاب مشاكل الأذن عن حلولٍ لها تخرج بهم من دائرة الحصار التي يقعون فيها، وتعطي الفتيات ثقةً أكبر وحريةً أوسع في تصفيف شعورهن وتقصيره بدلاً من إجبارهن على إسداله لإخفاء آذانهن أو رفعه ليواجهوا التحديق والسخرية.
وباعتبار المشكلة الرئيسية في الأذن مهما اختلفت تكون طبيعة الغضاريف وشكلها هو السبب فيها بحثنا عن الحلول، وأكبر وأكثر الحلول انتشاراً كانت عمليات تجميل الأذن وتعديلها، لكن لا يقبل الجميع على فكرة العمليات الجراحية ويشعرون بالأمان والانفتاح لها فصار لزاماً على الأطباء أن يقدموا حلاً آخر ويبتكروا أساليب تجميل الأذن بدون جراحة.
لماذا نحتاج تجميل الأذن بدون جراحة؟
كلمة عملية جراحية ليست بالأمر الهين الذي يتقبله جميع الناس ويقبلون عليه بانفتاحٍ وبساطة، فالعملية تحتاج الدقة والاستعداد وتتضمن زيارة غرفة العمليات والتعرض للتخدير ولمشرط الجراح، كما أن أغلب العمليات مثل عملية تجميل الأذن البارزة ستعني إزالة جزءٍ من غضروف أذنك والتخلص منه.
أضرار العمليات كثيرة ونتيجتها أحيانًا قد تكون بلا رجعة ولا يمكن إصلاحها لو تعرضت للخلل أو الخطأ، كما أن المريض سيعاني من كل الأعراض الجانبية والحالة البدنية التي سيعاني منها أي شخصٍ خضع للتخدير والعملية الجراحية، ومن ناحيةٍ أخرى فالتكلفة تختلف سواءً بالزيادة أو النقصان حسب الوسيلة ولست واثقًا من أن التأمين سيتحمل التكلفة عنك دائمًا.
من هنا ظهرت الحاجة لوجود حلولٍ لمشاكل الأذن الجمالية تساعد أصحابها بدون أن ترهبهم أو تثقل على قلوبهم، فبدأت دراسة الحالات والمشكلات التي تواجه الناس والوصول إلى حلولٍ من أجل تجميل الأذن بدون جراحة مثل تجميل الأذن بالخيوط و الخيوط الذهبية و تجميل الأذن بالليزر و تصغير الأذن بدون جراحة.
المشكلات التي تواجه الأذن وتحتاج للتجميل
تختلف أنواع المشاكل الجمالية التي ستقع فيها بسبب أذنك وتختلف الأسباب المؤدية لها بالطبع، لكن أشهرها:
- الأذن البارزة وغالبًا ما يولد بها الطفل ويتم توريثها عبر الجينات، فالأب بارز الأذنين سيكون أولاده بأذنين بارزتين بنسبةٍ كبيرة، ويتساوى ظهورها في الأولاد والبنات معًا.
- أحيانًا أخرى لا يولد الطفل بهما لكن خلال الفترة ما بين الثلاثة والستة أشهر الأولى من حياته قد تنمو غضاريف الأذن أكثر من اللازم لتبرز الأذنان، وأحيانًا تبرز بسبب التعامل الخاطئ خاصةً عندما ترضع الأم طفلها أو ترقده على الفراش لينام قد تكون الأذن مطويةً بالاتجاه الخاطئ، وتكرار ذلك مع طبيعة الغضاريف اللينة يؤدي لبروزها.
- تحتاج التجميل أيضًا في الحالات التي تكون الأذنان غير متشابهتين ولا متساويتين فيها، فقد تكون واحدةٌ أكبر من الأخرى أو واحدة بارزة والأخرى عادية أو واحدة عالية والأخرى منخفضة أو واحدة منطوية والأخرى طبيعية، وأحيانًا تكون نتيجة حادثٍ أو عملية فتحتاج للتعديل.
- في بعض الأشخاص يحدث بطءٌ في نمو غضاريف الوجه متسببًا في صغر الأذن والأنف عن حجمهما الطبيعي ما يؤدي إلى الحاجة لتعديلهما، خاصةً أن القصور في ذلك النمو قد يسبب المشاكل الصحية في بعض الأحيان.
- بعض الأطفال يولدون بآذانٍ منطوية للداخل من جهتها العلوية أو من صيوان الأذن كله، وكثيرًا ما نجد ذلك شائعًا في الأطفال الذين يولدون بمتلازمة داون وتعتبر تلك الأذن علامةً من علامات متلازمتهم والتي تسبب فيها اختلالٌ في عدد الكروموسومات في أجسادهم.
- في حالاتٍ أخرى قد يكون الشخص طبيعيًا تمامًا لكنه يتعرض لحادث أو الأسوأ يصاب بمرضٍ في أذنه كالتهاب الأعصاب والذي قد يؤدي في مراحله المتقدم لتلف وشلل بعضها، فيتسبب ذلك في تغير شكل الأذن وتشوهه مثل تهدلها أو انخفاضها عن مكانها الطبيعي.
الكثير من تلك الحالات خاصةً العادي والشائع والمنتشر منها يمكن أن نتدخل ونساعد المريض على تجميل الأذن بدون جراحة لكن البعض منها يكون حالةً قويةً أو لا يمكن علاجها بالوسائل البسيطة ويحتاج الأمر لتدخلٍ جراحي، لذلك احرص على مناقشة طبيبك في كل خياراتك قبل الإقدام على أي خطوة.
تجميل الأذن بالخيوط
استخدام الخيوط في تجميل الأذن بدون جراحة واحدةٌ من أحدث وسائل التجميل التي جعلت النتائج مبهرةً ومؤثرة وسهلة التحقيق بأبسط الوسائل، كل ما تحتاج إليه هو بعض الخيوط! عالجت تلك الخيوط كل المشاكل التي واجهت الذين لم يرغبوا في الخضوع للعمليات الجراحية وأعطتهم الفرصة للحصول على ما يريدون بأقل جهدٍ وألمٍ وتكلفة.
الفكرة عبارةٌ عن أن الطبيب يستخدم مجوعةً من الخيوط التي لا تذوب في الجلد ويغرسها ويخيطها في الأذن تحت الجلد ووراء الأذن، لا تستخدم تلك الخيوط في تجميل الأذن وحسب وإنما في شد الوجه ورفع الوجنتين وحتى رفع الأذن التي تكون متهدلةً أو منخفضةً عن مكانها الطبيعي.
عند غرس الخيوط داخل الأذن يبدأ الطبيب بربطها بالشكل المناسب للغرض الذي تحتاجه بحيث يلفها حول جزءٍ من الغضروف وبذلك يجعل الغضروف يلتف على بعضه في جزءٍ معين ويقلل بروز الأذن أو حجمها، كما يستطيع المريض أن يراقب العملية عبر المرآة ويخبر الطبيب بدقة بالدرجة التي يجب أن يشد الخيط بها حتى تظهر النتيجة المطلوبة.
العملية لن تستغرق منك سوى عدة دقائق باستخدام مخدرٍ موضعي والأطفال الذي يقلون عن 12 عامًا قد يُستخدم معهم المخدر الكلي لا لشيءٍ إلا للحد من حركتهم، لكن لو كان الطفل قادرًا على الجلوس بهدوء يمكن أن تتم العملية بمخدرٍ موضعي.
لا ينتج عنها أي قطبٍ أو جروحٍ أو مشاكل صحية أو ألم طالما كانت الخيوط معقمة لحين دخولها الأذن ستجد عملية تجميل الأذن بالخيوط في منتهى البساطة، ولن تجد أي أثرٍ للعملية وسيبدو الأمر وكأن ذلك هو حال أذنيك الطبيعي، وتظهر النتائج في التو والحال فور الانتهاء ويمكنك العودة إلى حياتك الطبيعية ابتداءً من اليوم التالي بسهولة.
مميزات تجميل الأذن بالخيوط عن العملية الجراحية
سهولة وبساطة التجميل بالخيوط جعلها أكثر قبولًا وشعبيةً عن مخاطر العملية الجراحية
، وخاصةً أنك لست بحاجةٍ للتوقف عن حياتك وعملك لفترة ولا لقضاء ليالٍ في المستشفى ولا للمرور بكل التعقيدات التي تصاحب العملية الجراحية، كما يستطيع الشخص مراقبة العملية وتوجيه الطبيب للاتجاه الذي يريده ببساطة.
تقل احتمالية العدوى أثناء التجميل لأن المريض لا يتعرض لجروحٍ حقيقية وخطر التلوث بعيدٌ جدًا، وبعد انتهاء العملية لا حاجة لارتداء الضمادات أو الأقنعة ولا وجود لندوبٍ أو جروحٍ تحتاج العناية والتطهير، كما أنك لن تحتاج تناول العقاقير والمضادات الحيوية ولا يوجد ألمٌ تقريبًا أثناء العملية أو بعدها.
لا يتعرض الشخص لتغيير شكل أذنه عن طريق قطع الغضروف والتخلص من أجزاء منه وإنما تتم العملية ببساطةٍ أكثر بدون أي فقدٍ لا في الأنسجة ولا حتى في الدم أثناءها، وأكبر الأخطار التي قد تواجه المريض هو حساسية جسده من الخيوط ورفضه لها ما سيؤدي بالطبيب لإزالتها والبحث عن حلٍ آخر.
تجميل الأذن بالخيوط الذهبية
تختلف الخيوط الذهبية عن العادية في أن لونها الذهبي يساعدها بسهولة على الإندماج مع الجلد وعلى ألا تظهر أو تسبب اختلافًا مريبًا في لون الأذن، فبالطبع لو أردت أن تظهر أذناك طبيعيتان تمامًا لا تريد لونًا معدنيًا غريبًا تحت الجلد يلفت أنظار الناس إليك ويجعلهم يتساءلون.
تجميل الأذن بالليزر
الليزر من أحدث الوسائل في الطب وصار يدخل في كل المجالات ويستخدم للحصول على نتائج مبهرة، وبدخوله عالم التجميل صار قادرًا على جعل الأمور أكثر سهولة، فتعتمد عملية تجميل الأذن بالليزر على قدرته على مساعدتنا لتجنب الكثير من المشاكل والعوائق والحصول على النتيجة بأقل جهد.
تتم العملية باستخدام أشعة الليزر لإحداث شقٍ جراحيٍ بسيطٍ خلف الأذن أو في صيوانها حسب المشكلة، ثم يقوم الجراح عبر الشق الذي لا يتجاوز الأربع سنتيمترات بإزالة جزءٍ من الغضروف الزائد والوصول بالأذن للنتيجة المطلوبة ثم إغلاقه بقطبٍ صغيرة.
يحتاج الأمر لأسبوعٍ لارتداء واقٍ للأذن وحتى إزالة القطب أو ذوبانها حسب نوعها، لا تستمر العملية أكثر من ساعة وفي أغلب الأحوال تصل للنصف ساعة وحسب، بعدها تحصل على أذنين رائعتين.
مميزات تجميل الأذن بالليزر على الجراحة
صحيحٌ أن المريض ما زال معرضًا للشق الجراحي لكن استخدام الليزر بالتجميل ساعدنا كثيرًا على تجنب العديد من المشاكل، أهمها كان الشق الجراحي الكبير والذي تنتج عنه الندوب بل أصبح الليزر قادرًا على جعلنا نتم العملية بأصغر شقٍ ممكن بدون ندوبٍ على الإطلاق.
يساعد كذلك الليزر على تحفيز الخلايا على الانقسام والتعافي بسرعة لذلك ستحتاج للتعافي من العملية بالليزر وقتًا أقل بكثيرٍ من العملية العادية، تقل نسبة التعرض للتلوث والعدوى كذلك واحتمالية النزيف أو فقدان الدم.