الشعر الخفيف أو ترقق الشعر
قد تعتقدين أن شعرك أصبح خفيفاً فجأة، لكن في الحقيقة إنه يستغرق وقتاً ليس بقصير قبل أن يصل لهذه المرحلة. يبدأ الشعر بالترقق بداية من خط الشعر أعلى الجبهة مروراً بأعلى الرأس ثم ينتشر في كل أنحاء فروة الرأس. مع التقدم بالسن يحدث ضمور لبصيلات الشعر مما يجعل الشعرة أنحف، وبالرغم من أن الشعر الخفيف مرتبط غالباً بتقدم العمر إلا أنه قد يكون مؤقتاً أحياناً ويمكن علاجه.
مراحل نمو الشعر
يولد الإنسان بحوالي 100000 بصيلة شعر في فروة رأسه، تنمو الشعرة منفردة في البصيلة ثم تتضاعف مع مرور الوقت مما يجعل الشعر أكثر كثافة. عند التقدم بالعمر يقل عدد الشعيرات في البصيلة الواحدة مما يجعل الشعر يبدو خفيفاً ونحيفاً. للشعر دورة حياة لا تقف ولا تنتهي طيلة حياة الإنسان مهما كانت كثافة شعره وصحته وقوته، وتنقسم دورة نمو الشعر لثلاثة مراحل تحدث جميعها في وقت واحد، أي أنه قد تكون هناك مجموعة شعيرات في المرحلة الأولى، مجموعة شعيرات في المرحلة الثانية ومجموعة أخرى في المرحلة الثالثة. والمراحل هي:
- مرحلة التنامي: وهي المرحلة الأولى في دورة نمو الشعر وتستغرق ما بين ثلاثة إلى خمسة أعوام لاكتمالها، وتبدأ عندما تنبت الشعرة من البصيلة ثم تنمو الشعيرة وتزداد طولاً، ويمكن أن يصل طول الشعر حتى 30 بوصة في هذه المرحلة.
- مرحلة التراجع: وهي المرحلة التي يتوقف فيها الشعر عن النمو وتستغرق حوالي عشرة أيام، وفيها تستعد الشعرة للسقوط.
- مرحلة الانتهاء: وهي المرحلة الأخيرة في دورة نمو الشعر، وفيها تسقط الشعرة من البصيلة وتستعد شعرة أخرى للنمو، وتستغرق هذه المرحلة حوالي ثلاثة أشهر.
الأسباب العشرة لترقق الشعر
- أسباب وراثية: وهو السبب الأكثر شيوعاً لترقق الشعر عند النساء وخاصة بعد انقطاع الطمث، فمن الطبيعي أن يظهر الشعر الخفيف لدى النساء عند التقدم بالسن، ولكننا قد نجد هذه الظاهرة أيضاً في سن صغيرة.
- انقطاع الطمث: إن أي عامل قد يقلل معدل هرموناتك يؤثر على كثافة شعرك، فعند انقطاع الطمث تقل نسبة هرمون الأستروجين (الهرمون الأنثوي) والذي يلعب دوراً هاماً في حماية الشعر، كذلك تؤثر الاضطرابات الهرمونية كمشكلة تكيس المبيض على كثافة الشعر.
- الإنجاب: ربما تلاحظين أن شعرك صحي ولامع وكثيف أثناء فترة حملك، ولكن بعد الولادة يتغير ذلك تماما ويصبح الشعر خفيف وجاف وربما متقصف أيضاً، ويرجع ذلك لتغيير هرمونات جسمك ما بين فترتي الحمل والولادة، ولكن لا تقلقي فهذه أعراض مؤقتة تظهر على شعرك، وعند عودة هرموناتك لمستواها الطبيعي (خلال ثلاثة أشهر بعد الولادة) يبدأ شعرك بالعودة إلى طبيعته وصحته.
- تلف الخلايا داخل بصيلات الشعر: من أحدث الحقائق التي تم اكتشافها عن الشعر أن الخلايا التالفة قد تضمر وتتحول إلى جلد، ومع تكرار تلف الخلايا على مر السنين يحدث ضمور للبصيلات مما يؤدي إلى قلة عدد الشعيرات بالنسبة لمساحة الجلد الموجودة بها، السبب الذي يؤدي إلى ترقق الشعر وأحياناً قد يتسبب بوجود مناطق خالية من الشعر تماماً في فروة الرأس.
- تنناول فيتامين أ بكثرة: قد يصف لك الطبيب أو الصيدلي فيتامين أ (A) كمكمل غذائي لتحسين نمو الشعر ولكن، إذا أفرطت في تناول فيتامين أ يقوم الشعر بعملية البناء بمعدل سريع، فإذا قللت الكمية التي تتناولينها بعد ذلك، يعود شعرك لحالته الأولى وتعودين لنقطة البداية.
- قلة تناول البروتين: أن تكوني نباتية أمر يمكن أن يفعل المعجزات لجسمك، ولكنه لن يكون له نفس التأثير الإيجابي على شعرك، وبالرغم من أن الكثيرات ممن لا يتناولن البروتين الحيواني لا يعانين من مشكلة الشعر الخفيف إلا أنه قد تظهر لدى البعض علامات ترقق الشعر حيث أن نسبة البروتين بالجسم تكون محدودة، ولتفادي هذه الأعراض يجب تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الحديد والبروتين وتناول أطعمة نباتية غنية بالبروتينات كالبقوليات وغيرها.
- الضغوط النفسية: إن التعرض لأي نوع من الضغوط، بدنياً كان أو نفسياً يؤدي إلى وصول كثير من شعيرات الرأس في وقت واحد إلى مرحلة الانتهاء، مما يؤدي إلى تساقط الشعر بمعدل أكبر من الطبيعي.
- نقص الفيتامينات: بالرغم من أن الإفراط في تناول فيتامين أ يؤدي إلى ترقق الشعر إلا أن نقص الفيتامينات عموماً وفيتامين ب خاصة يؤدي إلى نفس النتيجة، كذلك نقص الحديد الذي يلعب دوراً هاماً في عملية نمو الشعر، كما أن الحميات الغذائية التي تُفقد الوزن سريعاً لها نفس التأثير السلبي على الشعر، ولكي تتجنبي كل ذلك يمكنك تناول الفيتامينات كل يوم.
- بعض الأمراض الجلدية واضطرابات المناعة الذاتية: يعمل جهاز المناعة على إنتاج أجسام مضادة للأمراض التي يتعرض لها الجسم، وقد يحدث خلل أحياناً لجهاز المناعة مما يجعله يميز الشعر على أنه جسم غريب فيقوم بمقاومته مما يؤدي إلى ترقق وسقوط الشعر بنسبة كبيرة، ويؤدي أحياناً إلى داء الثعلبة والذي يعتبر من أسباب ترقق الشعر الصعبة العلاج عن الأسباب الأخرى.
- فقدان الوزن المفاجئ: إن فقدان الكثير من الوزن في مدة قليلة (أكثر من 12 كيلوغرام بالشهر) يؤدي إلى ما يشبه صدمة للشعر مما يجعله ضعيفاً وتالفاً. ليس فقدان الوزن تحديداً هو السبب في ترقق الشعر ولكن غالباً نقص الفيتامينات والدهون الصحية والتي قد تحرمين نفسك منها هي السبب في تغير مظهر وملمس شعرك.
أساليب فعالة لعلاج الشعر الخفيف في المنزل
إذا كنت ما زلت في المراحل الأولى من مشكلة ترقق الشعر، وإذا كنت تفضلين العلاجات التقليدية ولا تفضلين الأساليب الطبية لمعالجة مشكلتك، وإذا كنت تريدين علاجاً ذو تكلفة قليلة، فإليك بعض العلاجات البسيطة والتي يمكن شراؤها من الصيدليات أو المتاجر دون الحاجة لوصفة طبيب:
- أحماض الألفا هيدروكسي: تساعد هذه الأحماض على تحفيز إنتاج شعيرات جديدة صحية بجذور سميكة وقوية، كما أنها تحسن من مظهر الشعر، ويمكن مشاهدة النتائج الأولية في غضون أسبوعين.
- الكافيين: يساعد الكافيين في تكثيف الشعر، وذلك لأنه يحفز عوامل النمو مما يساعد على نمو صحي ومثالي للشعيرات. لا يساعد الكافيين الذي تتناولينه في هذه العملية، بل يجب أن تستخدمي مادة الكافيين مباشرة على شعرك، وهي متوفرة في الأسواق.
- البيوتين: وهو من المنتجات الأكثر انتشاراً لمعالجة ترقق الشعر، ويعطي للشعر قوة وكثافة ولمعاناً، لذلك يعتبر من أهم المنتجات المستخدمة في علاج ترقق الشعر.
- خلاصة البصل: تعد الخلاصات الطبيعية من الخيارات المناسبة لعلاج ترقق الشعر، وقد أثبتت خلاصة البصل نجاحاً في ذلك لما تقوم به من تنشيط الخلايا لإعادة نمو الشعر بشكل أكثف.
الطرق الطبية المستخدمة لعلاج الشعر الخفيف
إذا كنت تعانين من مشكلة ترقق الشعر بشكل كبير وتريدين علاجاً سريعاً، فيمكنك اللجوء لطبيب التجميل ليحدد لك الطريقة المناسبة لحل مشكلتك، ومن أشهر الطرق المستخدمة طبيا لعلاج ترقق الشعر:
- حقن البلازما: من العلاجات التي تقبل كثير من السيدات عليها لأنها من العلاجات الفعالة جداً حيث أنها تكثف الشعر بنسبة تصل إلى 80%، ويتم استخدام هذه التقنية عن طريق سحب كمية صغيرة من دم المريض، واستخلاص البلازما منها، ثم يتم حقنها في أجزاء معينة من فروة الرأس، وبعد حوالي شهرين لثلاثة أشهر يتوقف تساقط الشعر وتبدأ شعيرات جديدة في الظهور والنمو، وتتميز هذه الطريقة بأن نتائجها ممتازة كما أن الشعر الجديد يحتفظ بلونه تماماً. اقرأ أيضاً: حقن البلازما للشعر.
- العلاج باستخدام الليزر: يستخدم الليزر في الكثير من المجالات الطبية، ويختلف جهاز الليزر المستخدم تبعاً للتخصص، فمثلاً جهاز الليزر المستخدم لعلاج الصلع أو ترقق الشعر مختلف عن جهاز الليزر المستخدم للجلد. تعمل أشعة الليزر على تحفيز الخلايا على إنبات الشعر، ويعتبر الليزر من الطرق الفعالة جداً إذا تم عمل عدد جلسات كافية يحددها الطبيب على حسب حالة المريضة.
- زراعة الشعر للنساء: بالرغم من أن زراعة الشعر من الخيارات الأكثر استخداماً بالنسبة للرجال لمعالجة مشاكل الصلع، إلا أنها تصبح متاحة أحياناً للسيدات خاصة إذا كانت المريضة تعاني من بعض الأمراض الجلدية كالثعلبة ، أو أن العلاجات الأخرى لم تأت بالنتيجة المطلوبة، والطبيب وحده يستطيع تحديد اذا كانت هذه الطريقة هي المناسبة لك أم لا.
نصائح تقلل من ظهور مشكلة ترقق الشعر
هناك العديد من الأمور التي إذا فعلتها باستمرار تقلل من احتمالية حدوث ترقق لشعرك، وهي أمور بسيطة ولكنها فعالة.
- تقشير فروة الرأس: تماما كما يتم تقشير الجلد، ويتم استخدام مستحضرات لطيفة خاصة بفروة الرأس.
- تغيير تسريحة الشعر: إذا كنت معتادة على تسريحة شعر معينة فمن الأفضل تغييرها من وقت لآخر، فتغيير اتجاه الشعر يقلل من احتمالية تساقطه وبالتالي يقلل من ترقق الشعر.
- تدليك فروة الرأس: إن تدليك فروة الرأس وخاصة أثناء غسل الشعر يساعد في تنشيط الدورة الدموية وبالتالي يساعد في وصول التغذية الكافية لبصيلات الشعر.
- إستخدام الشامبوهات الطبية: التي لا تحتوي على نسبة كبيرة من الكيماويات الضارة التي يمكن أن تسبب تساقط الشعر على المدى الطويل.
- التقليل من استخدام الصبغة: ولكن إذا أردت استخدامها فحاولي استخدام الدرجات الفاتحة حيث أنها تعطي مظهر أكثر كثافة لشعرك عن الألوان الداكنة، ولكن استخدمي الصبغات الخالية من الأمونيا لأنها أقل ضررا للشعر.
- لا تستخدمي الجل أو الفازلين: لأن معظم هذه المنتجات يتم تصنيعها من شمع العسل ينتج عنه مادة عازلة تمنع الهواء عن الشعر، ومع استمرار استخدام هذه المنتجات يضعف الشعر ويتساقط. يفضل استخدام حمامات الزيت الطبيعية بدلاً منها.
- لا تستخدمي الفرش المعدنية واستخدمي الفرش البلاستيكية أو الأمشاط الواسعة بدلاً منها.
- قللي من استخدام مجففات الشعر: لأن تجفيف الشعر باستمرار يساعد على تقصف الشعر وإضعافه وبالتالي يؤدي إلى تساقطه. إعتمدي على أن تتركي شعرك يجف في الهواء قليلاً ثم قومي بتجفيفه بنسبة بسيطة بمجفف الشعر.
- لا تستخدمي المنتجات المحتوية على الكحول وذلك لما له من تأثير سلبي وخطير على الشعر.